Sep 24, 2017   //   by admin   //   Arabic, SA News, Uncategorized  //  No Comments

كلمة سعادة القائم بالأعمال في سفارة المملكة لدى أستراليا مشعل بن حمدان الروقي في حفل الذكرى 87 لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية .

كانبيرا 20  سبتمبر 2017

بالنيابة عن كامل أعضاء السفارة السعودية يشرفني أن أرفع خالص التحيات والتهاني بمناسبة الذكرى السابعة والثمانين لتأسيس المملكة العربية السعودية.

على مر العقدين أو الثلاثة عقود الماضية تغيّر عالمنا بشكل جذري.

وانتقلنا في الغالب من صراعات بين الأمم إلى نوع مختلف من التهديد والخطر، وهو ليس تهديد من دولة ضد دولة أخرى، بل تهديد يكمن في شبكة من المتطرفين والإرهابيي، فلم يعد هناك دول ذات حدود أو حكومات يمكن للمرء أن  يتفاوض معها، بل أصبحنا نواجه شبكة من المجرمين ليسوا محدودين بموقع ثابت، مجرمين لا تقيّدهم قواعد الحرب أو الضمير، فقد تعدّوا جميع وأبسط حدود الأخلاق، واستهدفوا المواقع الدينية المقدّسة، واستخدموا المعرفة التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي كأداة ضد المدنيين.

ليس بالإمكان ربط الإرهاب بدين معيّن، ولا بثقافة أو جنسية معينة، والهجمات التي تشنّها الشبكات الإرهابية لا تستهدف دولة معيّنة، بل هي حرب على جميع الأمم وكافة الأديان في جميع أنحاء العالم، كمثل الهجمات الإرهابية في سيدني وبالي والرياض ومكة المكرمة وباريس ولندن ونيويورك.

وقد أدركت المملكة منذ زمن بعيد هذا الواقع، لذا عملت على تطوير الأدوات اللازمة لمواجهة هذه التحديات الجديدة.

تقّدر قيمة التداعيات الاقتصادية العالمية للإرهاب في غضون عامين فقط بمبلغ 244 مليار دولار أسترالي.

والمملكة على يقين أنه ليس هناك البتة ما يبرّر الأنشطة الإرهابية. ولهذا السبب كنا في طليعة البلدان المكافحة للإرهاب، ووظفّنا استراتيجيتنا الثلاثية الأبعاد والتي تتألف من مكافحة:

 (1) الرجال: مواجهة الإرهابيين على الأرض

(2)  المال: تجفيف مصادر تمويل الإرهاب

(3)  العقلية: مواجهة العقلية والفكر المتطرف

كما وقمنا بإعداد قواتنا وتحسين قدراتنا الاستخباراتية، ما مكّننا من إحباط أكثر من 100 هجمة إرهابية، وساعدتنا شبكة الاتفاقيات مع الدول الأخرى واستخباراتنا المشتركة في الكشف عن المؤامرات الإرهابية في البلدان الأجنبية قبل حدوثها بوقت طويل.

كما وضعنا ضوابط مالية صارمة على صعيد نظامنا المصرفي، وشدّدنا الرقابة على الأموال الداخلة إلى المملكة والخارجة منها، وقمنا بسنّ قوانين تحظّر على الجمعيات الخيرية إرسال الأموال إلى الخارج. وحيث يوجد في المملكة قوانين تجرّم تمويل الإرهاب، قمنا باستحداث قوانين تجرّم انضمام مواطنينا إلى مناطق القتال والمشاركة في القتال.

ونخلص إلى العنصر الأخير من الاستراتيجية الثلاثية الأبعاد ألا وهو مواجهة العقلية والفكر المتطرف، فالتطرف لا ينشأ في فراغ، بل يترعرع ضمن سياق اجتماعي، لذلك كثّفت الحكومة السعودية من جهودها الرامية لمكافحة أيديولوجية التطرف العنيف.

ولهذا أنشأنا في مايو من هذا العام “المركز العالمي لمكافحة الأيديولوجية المتطرفة” المعروف باسم “اعتدال” وهدفه رصد ومكافحة الفكر المتطرّف، كما وأنشأنا مراكز المناصحة وهي مبادرة مبتكرة ترمي إلى إعادة تأهيل الإرهابيين السابقين ووقف الإرهاب.

وللحؤول دون الاضطرابات والفتن، لا بد من بناء عالم أكثر ازدهارا ومعالجة الفقر في العالم. ولضمان ذلك قدّمت المملكة على مر العقود الأربعة الماضية أكثر من 140 مليار دولار أسترالي تجاه مشاريع التنمية والمساعدات الإنسانية في جميع أنحاء العالم.

وإلى جانب تلك الجهود، لا بد لنا من أن نعالج الأسباب الأساسية الأخرى التي تكمن وراء الإرهاب، بما في ذلك الاحتلال الأجنبي والتهميش وتعزيز أيديولوجية الإرهاب.

كما يتوجّب علينا تنسيق الجهود الدولية، وهذا ما تقوم به المملكة العربية السعودية وتلتزم به، ولذلك تم إنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Comments are closed.

Recent Comments